الشخصيات الرياضية

المسيرة الرياضية

وُلد سعيد عويطة في القنيطرة، ثم انتقلت عائلته إلى فاس عام ١٩٦٦. قبل أن يصبح رياضيًا، كان يطمح لأن يكون لاعب كرة قدم، ولعب في فرق الناشئين بنادي المغرب الرياضي المحلي. لكن الشاب تخلى تدريجيًا عن كرة القدم وركز على الجري، واكتشفه عزيز داودة، المسؤول آنذاك في الاتحاد الملكي المغربي لألعاب القوى. في عام ١٩٧٨، اختير عويطة للمشاركة في بطولة العالم للعدو الريفي في غلاسكو. لكنه في أول مشاركة دولية له، احتل المركز الرابع والثلاثين. شعر سعيد بالإحباط، فتدرب بجد، ومنذ عام ١٩٧٩، حطم جميع الأرقام القياسية المغربية في سباقات ٥٠٠٠ متر و١٥٠٠ متر و٨٠٠ متر، وحصل على منحة حكومية للتدريب في مارينيان بفرنسا. تميز بفوزه ببطولة فيجارو كروس دي آس عام 1981. وفي عام 1983، حقق انطلاقته في بطولة العالم لألعاب القوى، حيث فاز بالميدالية البرونزية في سباق 1500 متر. وأكد موهبته في نفس العام بفوزه بدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط ​​في الدار البيضاء في كل من سباقي 800 متر و1500 متر، تلتها بطولة أفريقيا عام 1984. وفي نفس العام، أحدث ضجة في أولمبياد لوس أنجلوس بفوزه بالميدالية الذهبية في سباق 5000 متر، وهي مسافة كان يفتقر فيها إلى الخبرة.

في عام 1985، تمكن من تحطيم الأرقام القياسية العالمية لكل من سباقي 1500 متر و5000 متر في غضون شهر. وكان أول رجل يركض سباق 5000 متر في أقل من ثلاث عشرة دقيقة، بزمن قدره 12 دقيقة و58.39 ثانية. وهو الرياضي الوحيد حتى الآن الذي فاز بالجائزة الكبرى لألعاب القوى ثلاث مرات. وحمل أرقامًا قياسية عالمية في خمسة مسافات، بما في ذلك رقمان قياسيان أولمبيان. حقق 44 انتصارًا متتاليًا في تسع مسافات بين يوليو 1985 وسبتمبر 1987 قبل أن يتعثر في سباق فني لم يكن من تخصصه (سباق 3000 متر موانع). في أولمبياد سيول عام 1988، كان نقطة جذب رئيسية في منافسات ألعاب القوى، إلى جانب كارل لويس، حيث شارك في سباقات 800 متر و1500 متر و5000 متر، حيث أقيمت النهائيات الأخيرة في نفس اليوم! ومع ذلك، وبسبب سوء التحضير، لم يشارك في النهاية إلا في سباق 800 متر، حيث فاز بالميدالية البرونزية رغم إصابته بشد في ربلة الساق، واضطر إلى الانسحاب من السباقين الآخرين. قبل ذلك، كان عويطة قد حقق أيضًا حوالي عشرين انتصارًا متتاليًا في مسافات تتراوح بين 800 متر و5000 متر. يتمتع بسجل حافل من الانتصارات بلغ 115 فوزًا في 119 سباقًا خاضها بين سبتمبر 1983 وسبتمبر 1990. تكمن قوته في تسارعه المذهل وسرعته القصوى المذهلة، وخاصةً في خط النهاية (المستقيم الأخير)، ناهيك عن قدرته على التعافي وقدرته الهائلة على التحمل، مما سمح له بأن يصبح الرياضي الأكثر تكاملاً (تنوعًا) في تاريخ سباقات المسافات المتوسطة. وهو الرياضي الوحيد في العالم الذي حقق أرقامًا قياسية عالمية في 5 سباقات متوسطة المسافة، بالإضافة إلى ثاني أفضل أداء في التاريخ في سباق الميل وسادس أسرع وقت في التاريخ في سباق 10000 متر، ناهيك عن أنه كان العداء الوحيد في العالم في ثمانينيات القرن الماضي الذي تمكن من ركض سباق 800 متر في أقل من دقيقة و44 ثانية، وسباق 1500 متر في أقل من 3 دقائق و30 ثانية، وسباق الميل في أقل من 3 دقائق و47 ثانية، وسباق 3000 متر في أقل من 7 دقائق و30 ثانية، وسباق 5000 متر في أقل من 13 دقيقة، وسباق 10000 متر في أقل من 27 دقيقة و27 ثانية، مما أكسبه لقب ""عشري المسافة المتوسطة"" الذي أطلقته عليه صحيفة ليكيب الفرنسية.